الإنجيليّ الوحيد الذي ذكر مكان ميلاد المسيح هو القديس (لوقا) ، لكنه لم يذكر المغارة بل المذود إلا أن التقليد المعتمد اعتبر إحدى المغاور التي كانت تستعمل كإسطبل حيوانات مكاناً لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.
وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرنين الثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان. أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة (1223) وانتشرت بعدها عادة إقامة المغاور الرمزيّة في الكنائس وخارجها.
والهدف الأساسي من المغارة ليس الزينة فقط وإنما اجتماع العائلة حولها للصلاة في زمن الميلاد، إضافة إلى الانسجام مع معاني الفقر والبساطة المتجسدة في المغارة . والمغارة التقليديّة تحتوي على:
يسوع المسيح طفلاً: وهو صاحب العيد.
يوسف ومريم: رمزا الإنسانيّة كلّها. الرعاة: و يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود، الملك الّذي وُلِدَ راعيا.
فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك.
النجمة: وهي رمزُ للنجمة التي هدت إلى المسيح، ولنوره.
البقرة: وهي رمزُ الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان، لا ليعيش من أجله وإنما ليساعده ليعيش ويتمكن من خدمة الإله الحقيقي، وهذا رمزُ البقرة التي تقوم بتدفئة المسيح.
الحمار: وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامّة الناس وهو أيضاً رمز الصبر واحتمال المشقات في سبيل الإيمان وفي خدمة المخلّص.
الخواريف: وسيلة للغذاء والتدفئة وترمز بشكلٍ خاص إلى الوحدة الضرورية في جماعة المؤمنين، التي تحافظ على دفء الإيمان في قلوبهم.
الملائكة: يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعوقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر.