هدية الفلاح للملك – قصة وصلاة

0
1692

بينما كان مجموعة من الفلاحين يحرثون الحقل سمعوا أصوات موسيقى من بعيد. تطلعوا نحو الصوت فوجدوا الملك وقد ارتدى الثياب الملوكية يحف به أعداد كبيرة من رجال الدولة والحراس وفرقة موسيقى تنشد له أناشيد المديح والعظمة.

ترك الفلاحون المحراث وجروا نحو الملك وحاشيته، وكانوا فرحين للغاية، فقد جاء الملك إلي قريتهم وها هو بالقرب من حقلهم. لم يعرف الفلاحون كيف يعبرون عن فرحهم وتكريمهم للملك.

إذ اقتربوا إلي الملك، انطلق أحدهم إلي مجرى ماء وملأ كفيه ماء ثم تقدم إلي الملك وهو متهلل، يقول له: “اقبل يا سيدي جلالة الملك هذا الماء هدية مني!”

دهش الملك وكل حاشيته لهذا التصرف العجيب. تطلع إليه الملك، وفي دهشة سأله: “ما هذا يا ابني؟”

في هدوء شديد قال الفلاح:

“سيدي جلالة الملك. لقد ملأ الفرح قلبي…
إنني للمرة الأولى أراك، خاصة وأنت في قريتي، واقتربت جدًا إلي حقلي.

أنى اشعر بعجزٍ شديدٍ للتعبير عن حبي.

سيدي، ماذا أقدم لك وأنت الغني والسخي، وأنا فلاح لا يملك إلا القليل؟

لقد أردت أن اعبر عن محبتي وتقديري لجلالتك،

فأخذت من هذا المجرى كف ماء أقدمه،

ليس لاحتياجك إليه، لكن هذا هو كل ما يمكنني أن أفعله.

اقبله رمزًا لقلب متسع يحمل حبًا فائقًا لك!”

فرح الملك بالفلاح، واحتضنه، ثم تطلع إلي رئيس الخزانة وقال له: “أعطه مبلغًا كبيرًا من المال، ما قدمه الفلاح يفوق ما قدمه الكثيرون”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلهي .. لقد قدمت لي أنهار وينابيع مياه حية!

ماذا أقدم لك، وأنا فقير محتاج؟

اقبل حبي كفلسي الأرملة.

اقبل حياتي ذبيحة تسبيح وحب.

“هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب؟ هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة و الإصغاء أفضل من شحم الكباش” (1 صموئيل 15: 22)